قسط 4 دفعات بنفس السعر

استئناف حكم أول درجة في الأردن المدد القانونية ومتطلبات اللائحة 

في النظام القضائي الأردني يعتبر الاستئناف أحد أهم طرق الطعن في الأحكام القضائية، وهو الوسيلة القانونية التي تتيح للخصوم الاعتراض على حكم صدر عن محكمة الدرجة الأولى أمام محكمة أعلى درجة، وذلك طلبًا لتصحيح ما يرونه من أخطاء في تطبيق القانون أو تقدير الوقائع أو حتى في الإجراءات. يمثل استئناف حكم أول درجة في الأردن ضمانة للعدالة وتحقيق مبدأ المحاكمة العادلة، حيث يمنح الأطراف فرصة ثانية لعرض دفوعهم وأسانيدهم، ضمن مدد قانونية محددة ومتطلبات إجرائية دقيقة نص عليها قانون أصول المحاكمات المدنية الأردني.

ماهية الاستئناف في القانون الأردني

الاستئناف هو مراجعة الحكم الصادر عن محكمة البداية من قبل محكمة الاستئناف، بحيث يُعاد النظر في الدعوى من حيث الوقائع والقانون. ويُعد الاستئناف طريقًا عاديًا للطعن، يتيح للمتضرر من الحكم طلب إلغائه أو تعديله. يختلف الاستئناف عن التمييز (النقض) في أنه يتناول الوقائع والأدلة، بينما التمييز يركز على سلامة تطبيق القانون.

الغاية من الاستئناف

الغاية الأساسية من الاستئناف هي ضمان عدم وقوع ظلم على أي طرف، وتصحيح الأخطاء التي قد تقع في مرحلة المحاكمة الأولى. كما يسهم في توحيد الاجتهاد القضائي وتطوير تفسير النصوص القانونية. ومن منظور العدالة الإجرائية، يمنح الاستئناف شعورًا بالاطمئنان للأطراف أن هناك رقابة قضائية أعلى.

المدد القانونية للاستئناف في الأردن

حدد قانون أصول المحاكمات المدنية الأردني مددًا محددة يجب التقيد بها عند تقديم الاستئناف. هذه المدد تختلف بحسب طبيعة القضية، سواء كانت حقوقية أو جزائية أو إدارية. وفي حال تجاوز المدة، يسقط حق الطعن بالاستئناف ويكتسب الحكم الدرجة القطعية.

المهلة في القضايا الحقوقية

في القضايا الحقوقية، حدد القانون مدة الاستئناف بـ30 يومًا تبدأ من اليوم التالي لتبليغ الحكم للمحكوم عليه، سواء كان الحكم حضوريًا أو غيابيًا بعد اكتسابه الدرجة النهائية. ويُشترط أن يقدم الاستئناف خلال هذه المدة إلى قلم محكمة البداية التي أصدرت الحكم ليُحال إلى محكمة الاستئناف المختصة.

المهلة في القضايا الجزائية

في القضايا الجزائية، تختلف المهلة بحسب نوع الحكم:

  • إذا كان الحكم صادرًا في الجنح: تكون مدة الاستئناف 10 أيام.
  • إذا كان الحكم صادرًا في الجنايات: تكون مدة الاستئناف 15 يومًا.
  • إذا كان الحكم صادرًا غيابيًا: تبدأ المهلة من تاريخ التبليغ أو اعتبار الحكم مكتسبًا الدرجة القطعية.

المهلة في القضايا الإدارية

في الدعاوى الإدارية، يحدد قانون القضاء الإداري الأردني مدة الاستئناف أمام المحكمة الإدارية العليا بـ30 يومًا تبدأ من تاريخ تبليغ الحكم الصادر عن المحكمة الإدارية الابتدائية.

متطلبات لائحة الاستئناف

لائحة الاستئناف هي الوثيقة الأساسية التي يُبنى عليها الطعن، ويشترط القانون أن تتضمن بيانات محددة لتكون مقبولة شكلًا. وتعتبر هذه اللائحة بمثابة مذكرة تفصيلية توضح الأسباب التي يستند إليها المستأنف في اعتراضه على الحكم.

البيانات الشكلية

ينبغي أن تحتوي اللائحة على:

  • اسم المحكمة التي يُرفع إليها الاستئناف.
  • اسم المستأنف ومهنته ومحل إقامته أو وكيله القانوني.
  • اسم المستأنف ضده وعنوانه.
  • رقم الدعوى الابتدائية وتاريخ الحكم المستأنف.

الأسباب القانونية

يجب أن تتضمن اللائحة الأسباب التي يستند إليها الطعن، مثل:

  • خطأ المحكمة في تطبيق القانون أو تفسيره.
  • بطلان الإجراءات القضائية.
  • فساد في الاستدلال أو قصور في التسبيب.
  • إغفال المحكمة لدفاع جوهري أو مستند مؤثر.

أهمية ذكر الأسباب

إن عدم ذكر أسباب واضحة ومحددة للاستئناف يؤدي إلى رد الطعن شكلاً. كما أن محكمة الاستئناف لا تنظر إلا في الأسباب الواردة في اللائحة، ما لم يكن هناك مسائل تتعلق بالنظام العام.

النموذج التوضيحي للائحة الاستئناف

لتوضيح الصورة، فيما يلي نموذج شكلي للائحة استئناف يمكن اعتماده كأساس، مع مراعاة التعديل وفقًا لظروف كل دعوى:

محكمة استئناف عمان الموقرة

لائحة استئنافالمستأنف: [الاسم الكامل]
عنوانه: [العنوان التفصيلي]
وكيله المحامي: [اسم المحامي وعنوانه] المستأنف ضده: [الاسم الكامل]
عنوانه: [العنوان التفصيلي] موضوع الاستئناف: الطعن بالحكم الصادر عن محكمة بداية [اسم المحكمة]
في الدعوى رقم [xxxx] بتاريخ [xx/xx/20xx]أسباب الاستئناف:
1. أخطأت محكمة الدرجة الأولى في تطبيق القانون عندما اعتبرت …
2. شاب الحكم قصور في التسبيب حيث أغفلت المحكمة دفاع المستأنف حول …
3. خالفت المحكمة أحكام المادة (…) من قانون أصول المحاكمات …الطلبات:
قبول الاستئناف شكلاً، وفي الموضوع إلغاء الحكم المستأنف والحكم مجددًا بـ [الطلبات].وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،المحامي الوكيل
[الاسم والتوقيع]

إجراءات تقديم الاستئناف

يتم تقديم لائحة الاستئناف إلى قلم المحكمة التي أصدرت الحكم ليتم رفعها مع ملف الدعوى إلى محكمة الاستئناف. ويُفرض رسم الاستئناف بحسب نوع القضية وقيمتها. بعد تسجيل الاستئناف، تحدد المحكمة جلسة لنظره، وتُبلغ الأطراف بموعدها.

نظر الدعوى أمام محكمة الاستئناف

تقوم محكمة الاستئناف بإعادة بحث النزاع، إذ لها صلاحية تقدير الوقائع والأدلة من جديد، كما لها أن تؤيد الحكم أو تلغيه أو تعدله. كما يجوز لها أن تعيد سماع الشهود أو تطلب خبرة إضافية إذا رأت ذلك ضروريًا لتحقيق العدالة.

آثار الاستئناف

الاستئناف يترتب عليه وقف تنفيذ الحكم المستأنف مؤقتًا في القضايا الحقوقية إلى حين صدور قرار نهائي من محكمة الاستئناف. أما في القضايا الجزائية، فيتوقف تنفيذ العقوبة في حالات معينة فقط، خصوصًا إذا تعلق الأمر بعقوبات سالبة للحرية.

متى يصبح الحكم قطعيًا؟

يصبح الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف قطعيًا ما لم يكن قابلًا للتمييز أمام محكمة التمييز. فإذا تجاوز الخصم المدة المقررة للاستئناف، اكتسب الحكم الدرجة القطعية وأصبح نافذًا لا يقبل الطعن.

أهم الملاحظات العملية عند الاستئناف

  • ضرورة الالتزام بالمدة القانونية دون تأخير.
  • صياغة لائحة الاستئناف بشكل دقيق مع تحديد الأسباب بوضوح.
  • إرفاق المستندات المؤيدة لأسباب الطعن.
  • متابعة إجراءات التبليغ والحضور أمام المحكمة لتفادي رد الاستئناف شكلاً.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

هل يمكن الاستئناف بدون محامٍ؟

من الناحية القانونية، يمكن للشخص أن يقدم الاستئناف بنفسه، لكن وجود محامٍ يعد أمرًا ضروريًا لضمان صياغة لائحة قوية ورفع احتمالية قبول الطعن.

هل يجوز تقديم استئناف بعد فوات المدة؟

لا، يسقط الحق في الاستئناف بانقضاء المدة القانونية، إلا إذا أثبت المستأنف وجود مانع مشروع حال دون تقديمه خلال المدة، ويخضع ذلك لتقدير المحكمة.

هل يمكن الاستئناف في الأحكام الغيابية؟

نعم، يمكن استئناف الأحكام الغيابية بعد التبليغ بها واكتسابها الدرجة النهائية، بشرط الالتزام بالمدة المقررة.

ما الفرق بين الاستئناف والتمييز؟

الاستئناف يتيح إعادة النظر في الوقائع والأدلة أمام محكمة أعلى، بينما التمييز يركز على الرقابة على سلامة تطبيق القانون فقط دون إعادة بحث الوقائع.

الخاتمة

يمثل استئناف حكم أول درجة في الأردن وسيلة أساسية لتحقيق العدالة وتصحيح الأخطاء، حيث يمنح الأطراف فرصة لعرض قضيتهم أمام محكمة أعلى. لكن هذه الفرصة مشروطة بالالتزام بالمدد القانونية وبتقديم لائحة استئناف مستوفية لشروطها الشكلية والموضوعية. لذلك، ينصح دائمًا بالاستعانة بمحامٍ مختص لصياغة أسباب الاستئناف بشكل محكم، بما يضمن حماية الحقوق وتجنب ضياع الفرص القانونية. ويبقى الاستئناف، في النهاية، أداة لضمان العدالة وسيادة القانون.

Call Now Button