قسط 4 دفعات بنفس السعر

جيسوس في نزاع قانوني قبل تدريب النصر

أثار خبر دخول المدرب البرتغالي جورجي جيسوس في نزاع قانوني جديد جدلًا واسعًا قبل أيام قليلة من توليه رسميًا مهمة تدريب نادي النصر السعودي. القضية، التي وصلت إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (CAS)، أعادت إلى الأذهان سلسلة الخلافات السابقة بين المدرب المخضرم وناديه البرتغالي السابق بنفيكا، لتضع علامات استفهام كبيرة حول توقيت هذه الدعوى، ومدى تأثيرها على استقراره المهني مع الفريق السعودي.

تُشير التقارير إلى أن جيسوس يطالب بحقوق مالية يرى أنها مستحقة له منذ فترة تدريبه الأخيرة مع بنفيكا، والتي انتهت في ديسمبر 2021. وبالرغم من أن عقده مع النصر جاء في وقت حساس، إلا أن هذه القضية أضافت مزيدًا من الأضواء على المدرب الذي يُعرف بشخصيته القوية ومشواره الحافل بالألقاب داخل الملاعب الأوروبية والعربية.

تفاصيل النزاع

وفقًا لما نشرته الصحافة البرتغالية، فإن جيسوس تقدّم بشكوى رسمية ضد بنفيكا يطالب فيها بتعويضات مالية مرتبطة بإنهاء عقده السابق مع النادي. هذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها الطرفان في نزاعات قضائية، إذ سبق أن رفع نادي بنفيكا دعوى ضد المدرب مطالبًا بتعويض قدره 14 مليون يورو، زاعمًا أنه خالف شروط العقد من خلال التفاوض مع سبورتينغ لشبونة قبل انتهاء ارتباطه الرسمي مع بنفيكا.

هذه الخلافات القانونية بين المدرب والنادي السابق خلقت حالة من التوتر في الوسط الرياضي البرتغالي، وامتدت أصداؤها إلى وسائل الإعلام السعودية التي تتابع كل ما يتعلق بالمدرب الجديد لنادي النصر، خصوصًا أن الجماهير تنتظر ظهوره الأول مع الفريق خلال الفترة الإعدادية للموسم الجديد.

المسيرة التدريبية لجيسوس

لا يمكن فهم أبعاد هذا النزاع دون التطرق إلى تاريخ جيسوس التدريبي. فقد بدأ مشواره مع عدة أندية برتغالية متوسطة قبل أن يتولى تدريب بنفيكا في موسم 2009-2010، حيث حقق نجاحات كبيرة أبرزها الفوز بلقب الدوري البرتغالي أكثر من مرة، إلى جانب الوصول إلى نهائيات الدوري الأوروبي. ثم انتقل إلى سبورتينغ لشبونة في 2015، مما أثار جدلًا واسعًا نظرًا لحساسية المنافسة بين الناديين.

خارج البرتغال، نجح جيسوس في ترك بصمته أيضًا عندما درب نادي الهلال السعودي في موسم 2018-2019، حيث حقق نتائج جيدة قبل أن يرحل في منتصف الموسم. ويُعد هذا التاريخ السابق في الدوري السعودي من أبرز أسباب ثقة النصر في التعاقد معه مرة أخرى.

التوقيت الحساس للقضية

تزامن النزاع القانوني الحالي مع إعلان نادي النصر السعودي عن تعاقده رسميًا مع المدرب لمدة موسم واحد، حيث من المنتظر أن يقود الفريق في بطولة كأس السوبر السعودي ويواجه الاتحاد في نصف النهائي. هذا التوقيت جعل وسائل الإعلام تتساءل: هل ستؤثر القضية على تركيز المدرب مع النصر؟ أم أنها مجرد مسألة إدارية وقانونية لن يكون لها أي انعكاس مباشر على عمله الفني؟

ملخص النزاعات بين جيسوس وبنفيكا

السنة نوع النزاع الجهة المتضررة المطالبة المالية
2015 انتقاله إلى سبورتينغ لشبونة قبل نهاية العقد بنفيكا 14 مليون يورو
2021 إنهاء عقده مع بنفيكا جيسوس مبالغ مستحقة (غير معلنة)
2023-2025 دعوى أمام محكمة التحكيم الرياضي جيسوس ضد بنفيكا حقوق مالية متأخرة

ردود الفعل في الوسط الرياضي

لم تمر أنباء النزاع القانوني بين جيسوس ونادي بنفيكا مرور الكرام على الوسط الرياضي، سواء في البرتغال أو في السعودية. ففي البرتغال، انقسمت الآراء بين مؤيد يرى أن المدرب من حقه المطالبة بمستحقاته المالية، وبين من يعتقد أن أسلوبه الحاد في التعامل مع الإدارات أدى إلى تكرار هذه الخلافات. أما في السعودية، فقد ركزت معظم النقاشات على مدى تأثير القضية على بداية مشواره مع النصر، خاصة وأن الفريق ينتظر موسمًا مليئًا بالتحديات المحلية والقارية.

الجماهير النصراوية أبدت ثقتها في قدرات المدرب، معتبرة أن هذه القضية شأن إداري لن يمنع جيسوس من التركيز على تجهيز الفريق. لكن البعض الآخر عبّر عن قلقه من أن ينشغل المدرب بهذه التفاصيل خارج الملعب، مما قد ينعكس على استقراره الفني في الفترة الأولى من عمله.

التحديات التي تنتظر جيسوس مع النصر

يتولى جيسوس تدريب النصر في وقت حساس، حيث يسعى النادي لتعويض إخفاقات المواسم الماضية وتحقيق بطولات جديدة على الصعيدين المحلي والقاري. من أبرز التحديات التي سيواجهها المدرب:

  • تجهيز الفريق للمشاركة في كأس السوبر السعودي، ومواجهة الاتحاد في نصف النهائي.
  • المنافسة القوية في دوري روشن السعودي الذي أصبح يضم أسماء عالمية بارزة.
  • تحقيق نتائج إيجابية في دوري أبطال آسيا، وهو أحد الأهداف الكبرى لجماهير وإدارة النصر.
  • التأقلم سريعًا مع عناصر الفريق، خاصة النجوم العالميين الذين تم التعاقد معهم مؤخرًا.

إضافة إلى ذلك، فإن خبرته السابقة في المنطقة تمنحه ميزة نسبية، حيث يعرف طبيعة المنافسة في الدوري السعودي، ويُدرك حجم الضغوط الإعلامية والجماهيرية المصاحبة للأندية الكبرى مثل النصر.

كيف يمكن أن تؤثر القضية على مسيرته؟

القضية بين جيسوس وبنفيكا قد تستمر لفترة طويلة نظرًا لطبيعة المحاكم الرياضية، إلا أن المتابعين يرون أن تأثيرها العملي على مشواره مع النصر سيكون محدودًا. فالنادي السعودي تعاقد مع المدرب بناءً على سجله الحافل، ومن المتوقع أن يتولى محاموه متابعة الإجراءات القانونية بالنيابة عنه، بينما يركز هو على عمله داخل الملعب.

مع ذلك، فإن أي تطورات جديدة في القضية قد تؤثر على صورته الإعلامية، خصوصًا إذا ما تسربت تفاصيل إضافية حول المبالغ المالية أو إذا صدر حكم لصالح بنفيكا. في المقابل، إذا حصل المدرب على حقوقه، فإن ذلك سيعزز صورته كمدرب يعرف كيف يحمي حقوقه القانونية إلى جانب نجاحاته الرياضية.

البعد الإعلامي للنزاع

تلعب وسائل الإعلام دورًا محوريًا في تضخيم مثل هذه القضايا. فالجماهير تتابع الأخبار أولًا بأول، ووسائل الإعلام البرتغالية والسعودية تستثمر في هذه الملفات لما لها من تأثير على الرأي العام. وقد يواجه جيسوس ضغوطًا إضافية من أجل الرد على الأسئلة المتعلقة بالقضية في المؤتمرات الصحفية، وهو ما قد يشتت تركيزه إذا لم يتعامل معها بحكمة.

مقارنة بين نزاعات جيسوس وأزمات مدربين آخرين

ليست هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها مدرب شهير نزاعًا قانونيًا مع نادٍ سابق، فالكثير من المدربين دخلوا في خلافات مماثلة حول العقود أو المستحقات المالية. على سبيل المثال، خاض البرتغالي جوزيه مورينيو نزاعات عدة مع أندية سابقة بعد إقالته، بينما عاش الإيطالي أنطونيو كونتي تجربة مشابهة مع تشيلسي.

ما يميز قضية جيسوس هو تكرارها مع نفس النادي (بنفيكا)، مما يعطي انطباعًا أن العلاقة بين الطرفين دائمًا ما تنتهي بتوتر وخلاف، على عكس مدربين آخرين يُنهون ارتباطهم بشكل ودي حتى مع وجود تعويضات مالية.

الخاتمة

في النهاية، يمكن القول إن النزاع القانوني بين جيسوس ونادي بنفيكا يمثل حلقة جديدة من مسلسل طويل بين المدرب والإدارة البرتغالية. ورغم أن القضية قد تستمر لفترة أمام محكمة التحكيم الرياضي، إلا أن التحدي الأكبر بالنسبة له سيكون النجاح في تجربته الجديدة مع النصر، وتحقيق طموحات جماهيره العريضة التي تنتظر منه الكثير.

تاريخ جيسوس التدريبي الحافل يجعله واحدًا من أبرز الأسماء التي مرت على الكرة السعودية، وتبقى الآمال معقودة على أن يتمكن من تجاوز أي ضغوط خارجية، والتركيز على قيادة النصر نحو البطولات. وإذا نجح في ذلك، فإن القضية مع بنفيكا ستصبح مجرد تفصيل صغير في مسيرة مدرب اعتاد أن يكون محط أنظار الإعلام والجماهير أينما ذهب.

Call Now Button